قراءة نقدية في قصة دلال المغربي (ذات الزجاج المتكسر).
4 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
رشيد
الدولة: : المغرب رقم العضوية: : 27 عدد المساهمات : 315 نقاط نشاط العضو: : 395 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 22/11/2011 أفضل مشاركاتى : رشيد
موضوع: قراءة نقدية في قصة دلال المغربي (ذات الزجاج المتكسر). الأربعاء ديسمبر 28, 2011 6:46 pm
أريد أن أنبه إلى أن ما ستقرؤونه ليس نقدا أدبيا متخصصا، لأني لا أرتقي إلى مستوى النقد، ولكن هي ملاحظات وقراءة مبسطة في قصة الأخت دلال.
طبعا لا يخفى على من قرأ للمدونة الفلسطينية دلال أن جميع ما تكتبه سواء من قصص أو خواطر له بعد فلسفي دائما، فهي تحاول أن تتعمق في تفاصيل النفس البشرية وتدخل القارئ إلى الفلسفة الدقيقة للإحساس والشعور، أو توصله إلى فكرة معينه قد تبدو دقيقة وعميقة..
عنوان القصة:
ربما لو أعرنا للفهم عينا متأنية لوجدنا أن لدلالة العنوان وجهتان. الأولى: إما أن يكون العنوان متعلقا بالنافذة فهي ذات الزجاج المتكسر، وهي محل التعلق من بطلة القصة، بحكم الحب والعشق اللذان تكونا مع دوافع فضولية والرغبة الملحة في معرفة ما خلف تلك النافذة. والإعجاب الذي زاد ونمّى ذلك الحب بعد معرفة سر ما يخفيه الزجاج المنكسر وراءه.. أما الوجهة الثانية، فهي أن العنوان مرتبط بالأخص بصاحبة البيت، والتي لها قصتها اتضحت بعدما أوشكت البطلة في إنهاء السرد. لنقل أن العنوان قد يكون مشتركا بين صاحبة البيت وبطلة القصة. العلاقة الأولى: الانكسار ثم التحدي والصبر، ذلك أن الزجاج المنكسر له دلالة قوية على انكسار حياة إنسانة تخلى عنها زوجها بعد أن فضل الإرث وضحى بحبها، متجاهلا تضحيتها... والعلاقة الثانية: بالتعلق والحب والإعجاب من طرف البطلة.. وبما أن النافذة هي للغرفة التي كانت مسرح الحدث، ونقطة نهاية لقصة حب تخللتها تضحية من طرف واحد، فقد جعلت الكاتبة القصة بعنوان ذات الزجاج المتكسر مع الإخفاء.. وتجريد العبارة من الاسم الذي تعود عليه، فصار المعنى أعم وأشمل وقابل أن يعود على كل من يحمل نفس المعاناة أو نفس التجربة.. كما أن في استعمال كلمة المتكسرة بدل المنكسر دلالة أخرى. فمادمت الكلمة صيغة مبالغة فكأن الانكسار مستمر ومتوالي يخص كل من غدره الحب وتخلى عنه المحبوب.
الشخصيات:
الشخصية المحورية: البطلة وهي محرك الأحداث، لأنها هي من تسرد أحداث القصة. الشخصية الثانية: السيدة صاحبة المنزل والبيت الذي هو محل فضول البطلة.
الزمان والمكان:
لم يشكل زمن القصة عنصرا مهما عند الكاتبة، لأنها لم توضح زمن بداية قصتها ولا متى انتهت، لكن هناك إشارة مركزة على زمن مراقبتها للغرفة وهو وقت الغروب، مما يحيل الفهم على أن زيارة البيت كانت في وقت الغروب أو بعده، خاصة وأن ظلام الغرفة وإشعال النور يدل على ذلك، فليس من المعقول أن تكون الغرفة ذات نافذة خارجية مظلمة في وضح النهار. كما أن هناك إشارات أخرى تؤكد زمن القصة كان في فصل ماطر فالرعد والمطر يؤكدان ذلك. على كل الوقت المركز عليه هو وقت الغروب، ربما لما يحمل من دلالة قوية لها ارتباط كذلك بالقصة...فالمغيب نوع من الفراق، وكما حكت صاحبة البيت أنها ظلت حين تخلى عنها زوجها في مكانها من الصباح إلى وقت الغروب بالتحديد، فيمكن أن نعتبرها إشارة مضمرة إلى أنها تودع حبيبها كل يوم في نفس الوقت. أما عن المكان فيمكن القول أن هناك ثلاثة أماكن .الأول: منزل البطلة، وهو الشرفة بالتحديد، لأنه شكل مكان المراقبة. الثاني: منزل صاحبة الغرفة. والثالث: غرفة الحدث حيث كان الفراق، أمام النافذة ذات الزجاج المنكسر. هكذا يمكن الجمع بين عنصرين أساسيين الزمكان: (الغروب، وأمام النافذة). وهذان شكلا في شعور السيدة صاحبة المنزل نقطتان مازلت تربط بهما حاضرها بماضيها، وتثبت بهما إخلاصها رغم نهاية قصتها بالفراق، وتخلي زوجها عنها..
اللغة:
لا يخفى على من قرأ سابقا لأخت دلال أن أسلوبها جذاب وممتع، يغلب عليه عنصر التأمل، وطرح فكرة مقيدة بالغموض النسبي..ولغتها مصقولة، بسيطة بعيدة عن التكلف إلا ناذرا.. وهذه الأمور تجلت في قصتها وزينتها ببعض أشكال من البلاغة كالاستعارة والتشبيه والمجاز.. فكونت صورا رائعة مثل قولها: "صوت المطر يؤنّبني ويحثني على الذهاب وصوت الرعد يزجرني ويحذرني من العواقب" هذا نوع من الشعور تذاخلت فيه هوجس النفس ومظاهر الطبيعة المحيطة بنا..توظيف جميل يؤكد تأثر أفكارنا بما حولنا..
"فاقتربتُ من النافذة وأزحتُ الستائر برقّة كما يزيحُ الحبيب الشعر عن وجه حبيبته معلناً انه في مهمة لتقبيلها"
ورغم محاولة منها أحيانا في توظيف المجاز يخونها التعبير، مثلا:
"فيتراءى لي ظل يطل متلثم بستائر النافذة ". كان الصواب أن تقول: "فيتراءى لي ظل تلثمه ستائر النافدة".. لأنه إن أطل فلن يكون ملثما. فرغم أن المجاز نوع من الخيال إلا أنه لابد أن يتلائم مع الصورة حتى تبدو قوية.
"وتلك النافذة تجذبني بقوة بسر أجهله منذ الوهلة الأولى التي لاحظت فيها تكسرها وهو يلوح مع الغروب من بين بيوت الناس المصطفة تحت ذقن الشمس بهدوء شاحب،" "هذه الغرفة التي تحمل على عاتقها تلك النافذة " التعبير ضعيف هنا..
- اعتمدت الكاتبة على علامات الترقيم في مواضع كثيرة ولكنها تجاهلتها في أماكن أخرى لا تقل أهمية عن الأولى. - بعض الأخطاء الإملائية والتعبيرية لم تخلو منهم القصة، مثل: "ظمئ" التي تكتب صوابا: "ظمأ". معلوم أن الهمزة المتطرفة إن كان ما قبلها مفتوح تكتب على الألف. كسى: الصواب كسا، لأن أصلها الواو وليس الياء.
الحبكة:
القصة تعتمد على السرد الحكائي أكثر... وتضمنت الصياغة: السرد والوصف وتسلسل الأحداث بشكل مميز، كما أن عنصر التشويق باد في القصة بوضوح، فالبناء العام قام على معرفة ما وراء النافذة وهذا يجعل القارئ ينجذب إلى القصة حتى يدرك السر في النهاية. الحلقة المفقودة في القصة هي كيف أخذت السيدةُ البطلةَ إلى الغرفة مباشرة دون أن تخبرها هذه الأخيرة بسبب مجيئها لمنزلها، ربما هذه نقطة ضعف في القصة، إلا إذا كانت السيدة تعلم مسبقا بحيرة البطلة وفضولها لمعرفة ما بتلك الغرفة، وهذا ما لم تتناوله القصة لا إشارة ولا توضيحا.
المضمون:
تعتبر ذات الزجاج المتكسر، قصة تدور أحداثها حول سيدة تراقب نافذة منزل من فوق شرفتها، ويحملها الفضول إلى أن تبحث عن سر الظل الذي يظهر في وقت كل غروب شمس، خلف ستار النافذة ذات الزجاج المتكسر... يدعوها شوقها الفضولي إلى التعلق بالنافذة فتذهب إلى صاحبة المنزل فتكتشف أن الظل كان للسيدة صاحبة المنزل التي تخلى عنها زوجها بعدما ضحت بأهلها وأحبت أن تبني معه عش حياتهما في تلك الغرفة المنكسر زجاجها... وبدأت في كل وقت مغيب شمس تقف بجوار النافذة انتصارا لنفسها وثأرا لكل من غدره الحب، مقتنعة بعد تجربتها أن: "الحب شعور نبيل في الحياة ، لا يهمّ كيف يقابلك الآخر لكنك تدرك في قرارةِ نفسك أنّك لست الخائن فيمنحك ذلك لذة انتصار خفية ".
عدل سابقا من قبل رشيد في الجمعة ديسمبر 30, 2011 12:56 am عدل 1 مرات
محمد الجرايحى
الدولة: : مصــــــــر رقم العضوية: : 1 عدد المساهمات : 1028 نقاط نشاط العضو: : 1644 العمر : 62 الوظيفة: : التربية والتعليم تاريخ التسجيل : 11/11/2011
إهداء من
ليلى الصباحى -أم هريرة
موضوع: رد: قراءة نقدية في قصة دلال المغربي (ذات الزجاج المتكسر). الأربعاء ديسمبر 28, 2011 7:03 pm
الأخ الفاضل رشيد - أبو حسام الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرلك هذا التقديم والتحليل الرائع والقيم وقد شوقتنا بأسلوبك الرشيق المتميز لقراءة هذه القصة ..... تقبل خالص تقديرى واحترامى وبارك الله فيك وأعزك
رشيد
الدولة: : المغرب رقم العضوية: : 27 عدد المساهمات : 315 نقاط نشاط العضو: : 395 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 22/11/2011 أفضل مشاركاتى : رشيد
موضوع: رد: قراءة نقدية في قصة دلال المغربي (ذات الزجاج المتكسر). الأربعاء ديسمبر 28, 2011 7:23 pm
وعليكم السلام أستاذي العزيز. رابط القصة في أسفل الموضوع
شكرا لك على اهتمامك.
ليلى الصباحى ...ام هريرة
المستشار الفنى للإدارة
الدولة: : القاهرة / مصر رقم العضوية: : 10 عدد المساهمات : 1267 نقاط نشاط العضو: : 1804 الوظيفة: : مدونة مصرية تاريخ التسجيل : 12/11/2011
موضوع: رد: قراءة نقدية في قصة دلال المغربي (ذات الزجاج المتكسر). الخميس ديسمبر 29, 2011 6:41 pm
ذات الاجنحة المكتسرة بداية العنوان جذاب ويشد الأنتباه وفكرته المستوحاه من رائعة جبران الأجنحة المتكسرة توحى ايضا بفلسفة القصة شكرا لك على النقد الراقى الذى اعتدنا عليه منك استاذى الكريم رشيد وسأحاول قراءة القصة ان شاء الله وفى انتظار اعمالك الخاصة ايضا الأكثر من رائعة تحياتى لتواجدك المتميز بين صفحات المنتدى
رشيد
الدولة: : المغرب رقم العضوية: : 27 عدد المساهمات : 315 نقاط نشاط العضو: : 395 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 22/11/2011 أفضل مشاركاتى : رشيد
موضوع: رد: قراءة نقدية في قصة دلال المغربي (ذات الزجاج المتكسر). الخميس ديسمبر 29, 2011 9:55 pm
أهلا بك أختي الكريمة. القصة بعنوان ذات الزجاج المتكسر. أشكرك على التعليق الطيب، وسأحاول جاهدا أن أكون فاعلا في المنتدى رغم تقصيري بسبب الظروفي الصحية والنفسية المترتبة عن ذلك.. إضافة إلى الصفحات التي تحتاج مني المتابعة. سعيد أكون وأنا بينكم.
ليلى الصباحى ...ام هريرة
المستشار الفنى للإدارة
الدولة: : القاهرة / مصر رقم العضوية: : 10 عدد المساهمات : 1267 نقاط نشاط العضو: : 1804 الوظيفة: : مدونة مصرية تاريخ التسجيل : 12/11/2011