كان إبراهيم عليه السلام فتى عاقلاً جريئاً مفكراً قوي الحجة لا يؤمن إلا بعقل ومنطق, وبعد أن تيقن من وجود رب العالمين واطمأن قلبه بالإيمان -كما ذكرت في مقالة سابقة بعنوان: الحكمة من قصة إسلام إبراهيم عليه السلام- أخذ يجادل أباه وقومه بالحجة البالغة أولاً وهم عبدة الأوثان, ثم حاج ملكاً ظالماً كافراً ادعى الألوهية لنفسه, فلنرى كيف حاجهم إبراهيم لنتعلم منه الحكمة في محاجة الكافرين والظالمين بالحكمة والموعظة الحسنة لأنه لا إكراه في الدين منذ الأزل إلى يومنا هذا في شرع الله الذي خلق للإنسان عقلاً ليهتدي به وميزه به عن سائر المخلوقات الحيوانية.
أ. آزر والد إبراهيم:
بدأ إبراهيم عليه السلام بأبيه وهو أقرب الناس إليه وأعظمهم شأناً في نظره لأنه يريد الخير له ويكن له المحبة والاحترام ويريد أن يكسب وده ورضاه, فسأله أولاً لماذا يعبد الأصنام؟ لأنه بالسؤال ينشط العقل والفكر ليجد إجابة لهذا السؤال, فلم يجد أبوه إلا جواباً غير مقنعٍ وهو العادة بالسير على خطا الآباء والالتزام الأعمى بهذه العادات والتعصب لها, فحاول إقناعه أولاً بأنها لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عنه شيئاً وتجعل الإنسان ضالاً في هذه الحياة عن الحقيقة, فلم يجبه أبوه بشيء, فبين له إبراهيم أنه جاءه علمٌ من الله دونه وأمره بإتباعه ليهديه إلى الصراط السوي, وبين له أيضاً أنه يتبع الشيطان الذي عصى الرحمن, وأنه يخاف عليه من عذاب الرحمن إذا كان ولياً لهذا الشيطان, فغضب أبوه عليه ولم يستطع أن يثنيه عن حجته بحجة أخرى فهدده باستخدام القوة معه برجمه, ثم طرده من منزله ليعطيه فرصة لعله يفكر ملياً بالعودة إلى دين آبائه.
ورغم أن إبراهيم عليه السلام طرد من قبل أبيه إلا أنه كان حليماً كثير التأوه والدعاء, فألقى على أبيه السلام ولم يغضب ويرفع صوته أمامه بل قال بكل أدب واحترام وحب سأحاول أن أدعو الله لك بالاستغفار لعل منزلتي عند ربي وحفاوته بي تساعدني على ذلك رغم حزني وتعاستي بضلالك, ولكن بين له أن الأمر ليس بيده لأنه لا يملك له من الله من شيء اعترافاً منه بعظمة الخالق وبيده الأمر وهو على كل شيء قدير, وفعلاً دعا إبراهيم ربه لأنه وعد أباه بذلك وهو يحب الوفاء بالوعد, ولما تبين له أن أباه عدوٌ لله تبرأ منه فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لنتعلم منه أن حب الله أقوى من حب جميع البشر ولو كانوا أقرب الناس إلينا.
ب. قوم إبراهيم مع أبيه:
عندما طرده أبوه من البيت وهو مازال فتى وجد أن علة أبيه هي قومه وخوفه منهم إذا غير آلهتهم المقدسة عندهم, فحاول إبراهيم بجرأة عظيمة أن يقنع قومه على حدة وأمام أبيه أيضاً بالحجة البالغة, فأخذ أولاً يجادلهم كما عمل مع أبيه فسألهم جميعاً ما هذه التماثيل التي تعبدونها؟ فقالوا وجدنا آباءنا لها عابدين وعاكفين, فبين لهم أنها لا تسمع ولا تنفع ولا تضر ولا تملك رزقاً لهم وهم يصنعونها بأيديهم, وسألهم هل يعقل أن يعبد الإنسان ما يصنع بيديه؟ ولا يعبد الذي خلقه وفطره وخلق كل ما يعملون, فلم يقتنعوا بكلامه وخوفوه من غضب أوثانهم عليه, فقال بكل جرأة وشجاعة كيف أخاف مما تنحتون وتصنعون لتشركوا بالله الواحد القوي؟ وأنتم الأفضل لكم أن تخافوا من رب العالمين لأنكم أشركتم بعبادته.
فبين لهم أن الله رب العالمين وسع كل شيء علماً فهو الخالق والهادي, وهو الذي يطعمنا ويسقينا ويشفينا إذا مرضنا, ويميتنا ويحيينا ويغفر لنا خطايانا, وهو يبدأ الخلق ثم يعيده وهو شاهد على ذلك بقصة الطيور الأربعة التي ذكرت في المقالة السابقة, وبين لهم إن الله هداه فسألوه هل جاء بالحق أم هو من اللاعبين؟ فبين لهم إنه براء من آلهتهم وإن ما جاء به الحق وإنه يعبد الذي فطره والذي فطر السماوات والأرض وفطرهن, وتبرأ من شركهم وبين لهم أن الأوثان إفك وهو عدو لها, وسألهم بعد كل هذا أي الفريقين أحق بالأمن الله رب العالمين أم ما يشركون ويعملون؟ وأمرهم بعبادة الله وشكره وبين لهم أن المؤمنين غير الظالمين لهم الأمن من الله وهم المهتدون, ورفع الله إبراهيم درجات بحجته عليهم.
ولكن قومه أصروا على كفرهم, فأعلن إبراهيم العداوة والبغضاء بينه وبينهم حتى يؤمنوا بالله الواحد الخالق رب العالمين وهذا أسلوب منه لإكمال حجته أمامهم, وأعلن بصراحة أنه سيكيد لأوثانهم في غيابهم ويرى ماذا يفعلون به إن استطاعوا برهاناً منه ليريهم أن الله ينصره, وأعلن سقمه منهم فذهب قومه عنه وتولوا.
فأراد بكل جرأة أن يبين لهم أن آلهتهم لا تستطيع الدفاع عن نفسها ولا تنطق لهم بشيء وهو ليس من مهمته الإكراه على الدين ولكنه يستطيع أن يزيل بيده الأسباب المادية للكفر فاستهزأ من الأصنام وسألهم ألا تأكلون؟ وبدأ بيمينه يحطمهم في غياب قومه لعل هذا يساعده في إظهار حجته, ولم يبق أمامه إلا البرهان المادي فترك لهم كبير الأصنام ليرجعون إليه, ولما شاهد قومه آلهتهم محطمة سألوا من فعل هذا بآلهتنا كذب عليهم أيضاً لفترة مؤقتة, واتهم كبيرهم ليس خوفاً منهم أو حبه للكذب ولكنه ليبين لهم أن أصنامهم عاجزون عن النطق وعن الدفاع عن أنفسهم, فإذا كان كبيرهم لا يقدم شيئاً لهم فكيف بصغيرهم؟
تنبه قومه ونكسوا رؤوسهم إذ لا جواب عندهم واعترفوا أن أصنامهم لا تنطق وأنهم ظالمون, فحثهم إبراهيم على استعمال عقلهم وعدم التكبر على حججه وصدق معهم, فما كان منهم إلا أن أمروا بحرقه كيداً منهم وظناً أنهم ينصرون آلهتهم المحطمة وزيادة في عنادهم وكفرهم, فصبر إبراهيم عليه السلام وهو واثق بنصر الله, وكلمة منه تعالى جعلت النار برداً وسلاماً عليه, فخسروا حتى الانتقام منه ورغم هذه المعجزة الإلهية المادية الواضحة للجميع بجعل النار باردة غير حارقة له لم يؤمنوا, فنجاه الله مع لوط الذي آمن له إلى الأرض التي باركها للعالمين, وقال لقومه المذهولين من المعجزة والحائرين به إني ذاهبٌ إلى ربي سيهدين, وهاجر واعتزلهم بأمر الله ليكرمه فيما بعد بالذرية الصالحة التي اصطفاها له بالنبوة والإسلام.
والحكمة من ذكرها أن نعرف أن بعض الناس لو رأوا المعجزة بأم عينهم لا يؤمنون, وما على الرسول إلا البلاغ المبين, فلا يحزن المؤمنون من فشلهم في هداية الذين لا يسمعون ولا يبصرون للحق وفي قلوبهم مرض, والله يهدي من يشاء, ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم من كبرياء واستعلاء وجبروت.
ج. ملك كافر ظالم:
ادعى هذا الملك الألوهية من كفره وظلمه ليعبده شعبه, فكان يقتل بعضهم ويدع بعضهم أحياء فظن أن قراره بهذا معهم هو قدرته على الحياة والموت, فما كان من إبراهيم عليه السلام الجريء العاقل عندما سأله هذا الملك عن ربه الذي يحيي ويميت وقارن نفسه معه نداً بند بهذه القدرة ما كان من إبراهيم إلا أن حاجه بقدرة أعظم من فهم هذا الملك الضيق حاجه بخلق السماوات والأرض ونظامهما الدقيق, واختار منهم الشمس الظاهرة للعيان وشروقها من جهة الشرق يومياً بقدرة الخالق عز وجل, فطلب منه أن يغير ناموس الكون إن استطاع ويجعلها تشرق من الغرب, وبحجته هذه بهت الذي كفر من قوتها ووقعها عليه لأنه لم يتوقع مثل هذه الحجة الدامغة التي أخرسته وفضحت كذبه, والحكمة منها أنها تبين لكل من تسول نفسه التعدي على الذات الإلهية أنه غير قادر على الخلق سواء كان خلق ذبابة أم خلق الكون بأكمله أو جزء منه, فمهما تعلم وتقدم فإنه قد يكتشف مخلوقات الله أكثر وأسرارها العظيمة ولكنه عاجز عن خلق أحد.
وهذه الحجج مجتمعة تبين أن الحجة العقلية هي الأساس في الدعوى إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, وتفعل فعلها أكثر من حد السيف والإكراه, فمن يؤمن بالحكمة والعقل هو المؤمن حقاً وأن استخدام العنف بإزالة الأسباب المادية للكفر هو أيضاً لا يفيد, وحتى القرابة والاستعطاف والدعاء لا يفيد أيضاً, فالعقل البشري يحتاج للتفكر دوماً ليس بالإنسان وخلقه وعيشته على الأرض بل بالتفكر في وسع السماوات والأرض وما بينهما وكيف وجدوا ومن سبب وجودهم واستمرارهم, وهذا هو وسع الأفق في عقل الإنسان.
والله أعلم
د. هدى برهان طحلاوي
المصادر:
هي آيات القرآن الكريمة التالية:
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" البقرة: 258
"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ" الأنعام:74
"فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ78/6إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ79/6وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ80/6وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ81/6الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ82/6وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ"
الأنعام: 78-83
"وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ " التوبة: 114
"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا41/19إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا42/19يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا43/19يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا44/19يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا45/19قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا46/19قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا47/19وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا48/19فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا49/19وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا" مريم: 41-50
"وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ51/21إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ52/21قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ53/21قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ54/21قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ55/21قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ 56/21وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ57/21فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ 58/21قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ59/21قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ60/21قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ61/21قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ62/21قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ63/21فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ64/21ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ65/21قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ66/21أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ67/21قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ68/21قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ69/21وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ70/21وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ71/21وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ72/21وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ73/21وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ74/21وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ "
الأنبياء: 51-75
"وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ42/22وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ43/22وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ"
الحج: 42-44
"وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ69/26إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ70/26قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ71/26قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ72/26أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ73/26قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ74/26قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ75/26أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ76/26فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ 77/26الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ78/26وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ 79/26وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ80/26وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ81/26وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ 82/26رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ83/26وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ84/26وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ85/26وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ86/26وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ87/26يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ88/26إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" الشعراء: 69-89
"وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ16/29إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ17/29وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ18/29أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ19/29قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ20/29يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ21/29وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ22/29وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ23/29فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 24/29وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ25/29فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ26/29وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ "
العنكبوت: 16-27
"سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ79/37إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ80/37إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ81/37ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ82/37وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ83/37إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ84/37إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ85/37أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ 86/37فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ87/37فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ88/37فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ89/37فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ90/37فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ91/37مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ92/37فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ93/37فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ94/37قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ 95/37وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ96/37قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ97/37فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ98/37وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ99/37رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ 100/37فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ101/37فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ102/37فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ103/37وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ104/37قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ105/37إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ106/37وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ107/37وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ108/37سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ109/37كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 110/37إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ111/37وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ112/37وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ"
الصافات: 79-113
"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ26/43إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ 27/43وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ28/43بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى جَاءهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ" الزخرف: 26-29
"قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ4/60رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ5/60لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" الممتحنة: 4-6
"بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا16/87وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى17/87إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى18/87صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى" الأعلى: 16-19
بقلم / د. هدى برهان طحلاوي