كلنا سقط بعد الثورة.. نجحنا فى اختبار الثورة، وسقطنا فى التنسيق.. عمرك شفت هبل كده؟! وعمرك شفت خيبة كده؟!.. شعب غيّر صورته الذهنية أمام العالم، ثم ذهب ليضع على وجهه التراب.. شعب كان «معلم» يتحول إلى فُرجة.. عمرك شفت كده؟!.. نقح علينا العرق الفرعونى.. تركنا الثورة ورحنا نقتسم التورتة، ونُسقط الجميع.. لا أحد يصلح.. إذن نلعب ثورة من جديد!
لا مبادرة زويل نافعة، ولا مبادرة منصور شافعة.. لا هدنة من الآخر.. هناك من يستفيد من بقاء الاعتصام مستمراً.. بحجة عدم الاستجابة للمطالب، وبحجة حق الشهداء مرة، وحق المعتقلين مرة أخرى.. نعيش حالة غضب تعمينا، وتغلق عيوننا.. الثورة تضيع.. يأخذها من يريد.. طرف تالت، طرف تانى، طرف فلول.. ليه لأ؟.. الثورة ضايعة يا ولاد الحلال.. ثورة لقطة بلا صاحب!
فقدنا فرحة الانتخابات، أحد إنجازات الثورة.. هناك من أطفأ الفرح.. وهناك من سرقنا فى الضلمة.. أخذ الثورة وجرى.. ترك من يتخانقون وأخذ الثورة.. الصورة هكذا بالضبط.. قعدت أفكر بصوت مسموع.. أكلم نفسى فى الشارع.. فين الثوار؟.. فين أصحاب البلد؟.. الثورة تضيع ومصر تضيع.. كل يوم فى شأن.. كأننا بلد واقع، ليس عمره ٧٠٠٠ عام، وكأننا نبدأ من الصفر!
أموت ولا أرى مصر، فى هذه اللحظة.. كله لازم يرجع خطوة.. عشان نشوف مين بيسرق الثورة.. عاوزين نعرف مين بيحرق ويولع.. عاوزين مصر اللى عملت ثورة.. كنا بنعمل انتخابات لنحقق فوزاً جديداً مستحقاً.. وجاء من يضرب كرسى فى الكلوب.. هل الهدف تركيع مصر؟.. هل الهدف فرض الأمر الواقع؟.. هل نبوس رجل واحد هنا أو هناك، ليتحمل المسؤولية تفضلاً؟!
انشغلنا بمن يرأس الحكومة، ومن يرأس الجمهورية.. كويس.. لكن كان لازم نعرف مين بيحرق الوطن؟.. من الذى يلعب فى مصر؟.. سواء بالأموال أو الأفكار؟.. ماذا تفعل الفضائيات؟.. من أين كل هذه الأموال فجأة؟.. ماذا تريد؟.. لماذا يتجه البعض لاحتكار الإعلام فى الوقت الذى لم يعد يحتكر فيه السياسة؟.. لغز كبير يحتاج حلاً.. كيف حرقت الوطن، عندما أصبح أصحابه سوابق؟!
أتوقف أمام الفضائيات.. هل يمكن أن تصنع توجهات الرأى العام؟.. الأصل أنها تفعل.. الواقع أنها لا تفعل.. السبب أنها ليست محل ثقة.. فلا الفضائيات صنعت رأياً عاماً.. ولا أموال رجال الأعمال.. بدليل أنهم لم يحققوا نتائج واضحة لصالح الفلول أو أحزاب رجال الأعمال.. تستطيع أن تلاحظ وتسأل: لماذا؟.. يقال إن الفضائيات معظمها للفلول.. فلماذا لم تؤثر فى نتائج الانتخابات؟!
أعترف بأن فضائيات الفلول لم تؤثر فى النتيجة.. ربما عكرت الفرح.. ضربت كرسى فى الكلوب.. ولعت فى مصر.. واعترف أيضاً بأن فضائيات رجال الأعمال لم تؤثر فى نتائج الأحزاب، التى ينتمون إليها.. المعادلة الموجودة مالهاش دعوة بالمحصلة.. الحسابات معقدة جداً.. هكذا عبر المصريون بعيداً عن الإعلام، وفلوس رجال الأعمال.. ارجع إلى درس مؤلم، لطارق طلعت مصطفى!
الانتخابات هى بوابة العبور، وهى المدخل للتحول الديمقراطى.. كانت إضافة لأسهم المصريين، مهما كانت نتائجها.. ومهما كانت غير مريحة.. الدواء لا يريح أحداً.. فلا ينبغى أن نسقط جميعاً.. ولا ينبغى أن تكون مصر مسرحاً لعبث فضائيات الفلول، ولا لفلوس رجال الأعمال.. وقد أعطى المصريون درسين: الأول للنظام فى الثورة.. والثانى للفلول فى انتخابات البرلمان!
محمد امين المصري اليوم