الشجرة

كانت تقف شامخة معتدة بنفسها مزهوة بسحرها وجمالها الذى يستظل به كل المحبين حين كانوا يتلمسون لحظات صفاء وحب ... و تلقى بأغصانها تحتضنهم بحنان ...تعيرهم ظلالها لتخفف عنهم لهيب الشمس وحرارة الحياة وتحيل أوراقها لهم قناديلا يهتدون بضوئها فى دروبهم... ويحفرون حروف اسماءهم على جذعها لترعاها وترعى قصصهم حين يغيبون فى صفحات الزمان... كل يوم كان يمر كانت تعتقد انها اصبحت من البشر وشعرت ان لها قلب ينبض كأنسان و كل حبيب ينقش قلب على جذعها كانت تشعر بنبضه داخلها ومرت الايام وهى تحيا للمحبين و تنتظر قدومهم بشوق تحتويهم بعطفها وحنانها الى ان تخيلت انها ستصبح ذات يوم فتاة تحب ويكون لها حبيب من البشر ... وتنمو احلامها مع الايام الى ان نسيت حقيقتها وانها مجرد شجرة تلقى ظلالها وتحمى المحبين فقط وليس لها مكان بينهم....وذات يوم رأت من بعيد شبحاً جميل اخذ يقترب منها و تمنت ان يكون حبيبها و كل القلوب التى رسمت على اغصانها من زمن أخذت تتراقص فى سعادة تشتاق الحياة ومع كل خطوة يقترب فيها هذا الشبح كانت تشعر انها اقتربت من هنائها وستصبح انسانة تحب كما المحبين وتشتاق مثل العاشقين ... وفجأة بعد أن أقترب الشبح كثيرا واصبح يتراءى لها بوضوح أدركت حقيقته ورفع يدة بقوة وقبل ان تطلق صرخة وآهه واحدة كان قد ألقى بكل قوته عليها ممسكا بأداته الحادة وذبحها.... فما كان سوى جلادها الذى أتى ليقتلعها من جذورها ..ويقضى عليها.