فيروسات الكسل

موضوع: فيروسات الكسل السبت نوفمبر 12, 2011 12:09 pm

نشرت في جريدة اليوم - السبت 16 ذو الحجة 1432 هـ - 12 نوفمبر 2011 م - العدد 14029
منذ أول يوم ولجت فيه عالم التدريس وحتى لحظتي هذه وأنا أحلم به ، أحلم بذلك الطالب النجيب المشع الألمعي المبدع المتألق ، أريد أن أحظى بفرصة لتدريسه ، أريد طالبًا يحثني ويجبرني ويلزمني على أن أحضر درسي تحضيرًا متقنًا أغوص في مراجع الكتب أبحر في فضاءات الإنترنت بحثًا عن إجابة لأسئلته ، أريد أن أدخل الفصل ويدي تحمل عدتي والأخرى على قلبي خوفًا من أن يحرجني بسؤالٍ لا أعرف أرضه ولا سماه ، أردت وأردت ولم تكن تلك سوى أضغاث أحلام .
لنرجع ونحط بمراكبنا على أرض الواقع ، درسي لا أحضره إلا في مقر العمل وخمس دقائق كافية وزيادة ، أدخل الفصل وأشعر بأن تحضيري - الذي لم يتجاوز الخمس دقائق - مادة ووجبة دسمة يغص فيها الطلاب فأضطر إلى التخفيف منها حتى تصبح المعلومات لا معلومات ، وبالنسبة لأسئلة الطلاب التي كنت أحمل همها قبل أن أدخل الميدان فالأسئلة ساذجة وتنبئ عن فجوة هائلة بين طلابنا والكتب ، أكتب الدرس على السبورة أنتظر سؤالًا فيه فطنة ونباهة فيرفع يده أحدهم ليسأل .. هل أكتب هذا في الدفتر ؟؟!! هل أكتب بنفس الألوان ؟؟!! تلك الأسئلة وشبيهاتها تسد نفسك أن تفكر في التحضير مرة أخرى ..
وإن جئت للواجبات المنزلية فأنا من عادتي - ولله الحمد - أني أكلف الطلاب بواجب منزلي بشكلٍ يومي وأحرص أن يكون الواجب فعلاً واجب أقصد أبتعد عن تلك التي من قبيل ( التمرين ٢ صفحة ٧ ) فتفاجأ أن طالبًا واحدًا قام بالحل والبقية نسخ مكربنة أعني كربونية منه ، فأكلفهم أحيانًا بمذاكرة الدرس المشروح جيدًا لأني سأسألهم فيه ، أطلب منهم تحضير درس يحتاج إلى فهم ، حفظ عشر كلمات ( تذكير : أنا أدرس مادة الإنجلوعربية ) وهكذا ، وإن جئنا لتفاعل الطلاب مع الواجبات فتفاعلٌ سلبي وقد برعوا في ابتكار براءات اعتذار ، فأحد الطلاب مرة برر عدم أدائه للواجب بحجة انقطاع الكهرباء وآخر ادعى أنه ركب مع زميله ليوصله إلى المنزل فلما دخل غرفته اكتشف بأن كتاب الإنجليزي غادر مع زميله وانظر كيفية صياغة العذر يعني كل الكتب حملها ولم ينس إلا كتابنا المسكين ، ومرة أحدهم ادعى أن كتابه احترق وهذا غير عصابات المافيا الموجودة في البلد والمتخصصة في سرقة مناهج الكتب الإنجليزية .
ومع كل موجات وفيروسات الكسل وبراءات الأعذار الواهية الواهنة ، ما زلت أحلم بذلك الألمعي الذي سيرفع رأسي ورأس كل من يعلمه ، يا الله عجل بخروج ذلك المبدع .

من مدونة : قويريات
لزيارة المدونة من هنا

فيروسات الكسل 906317

الحقيقة موضوع جيد

تحيتي

بالفعل أخى خالد
هو موضوع جيد ويستحق النشر
بارك الله فيك وأعزك

بسم الله وبعد
بوركت أخي في الله على طرحك المميز
موضوع يستحق النشر ويستحق القراءة
تحياتي واحترامي وتقديري لك

موضوع رائع
شكراً للأخ قويرى

بسم الله وبعد
موضوع رائع وجميل

هذا الألمعى كان موجود فى الازمان الماضية
أما فى هذا الزمان فلن تجد الا من ينعم بفيروسات الكسل والوهن Smile

موضوع جد خطير وله ابعاد مهمة

شكرا لك اخى الكريم
بارك الله فيك