ثورة 25 يناير (6).. شيء من الاطمئنان

يوم 30 من يناير 2011.
أصابني القلق بعد النوم لبضع ساعات عند الفجر، فصليت، وصحبت أبي لننزل إلى الشارع نشارك الشباب الساهرين منذ الأمس على حراسة الشارع، صنعوا لنا كوبين من الشاي، كنت أجلس بدون كلام، الجو كان شديد البرودة، وبعد حوالي ساعة بدأت الشمس تشرق وبدأت أشعر أن الحياة قد بدأت تدب في الشارع من جديد، بعض السيارات وبعض المارة، بدأ الساهرون في إزالة حواجز الليل، فصعدنا أنا وأبي مرة أخرى للمنزل وعدت للنوم مرة أخرى.
استيقظت من نومي متأخرا، أحسست بألم شديد في كل جسمي واحتقان بالحلق، كان صباحا غير عادي، وكأنني أتمم على أجزاء جسدي، وأدور أتأكد من أن كل من بالبيت موجود ولم يُصَب بمكروه!
تعاونت أمي وزوجتي وزوجة أخي على تحضير طعام الإفطار، لم أتذوق الأكل، قررت أن نغادر بيت أبي أنا وزوجتي وأطفالي إلى بيتي، أريد أي نوع من أنواع التغيير، أحيانًا نتابع مباراة كرة قدم ويكون فريقنا يؤدي أداءً جيدا ولكن الكرة ترفض أن تعانق الشباك، فنبدأ بالتحرك، أو كمن يقف أمام باب غرفة الولادة بانتظار الفرج، يذهب ويعود، نغير مكاننا ربما يتغير سير الأحداث!
ذهبت في مشوار قصير لأول الشارع عند سمكري السيارات، كانت سيارتي هناك، ذهبت بها إليه يوم 24 يناير!، وظلت عنده حتى بعد الثورة بأسبوع، لذلك لم أشغل بالي بالبحث عن مكان أخبئها فيه، فشرفة المنزل لا يوجد فيها مكان والسلم ضيّق عليها!!!
سألته عن موقف السيارة فأخبرني أنه لا يعمل في اليوم سوى ثلاث أو أربع ساعات فقط مراعاة لظروف حظر التجوال.
عدت لبيت أبي واصطحبت زوجتي وأطفالي، ونجحت في العثورة على سيارة أجرة تحملنا إلى منزلي، كانت الشوارع غريبة، مدرعات الجيش منتشرة أمام الأماكن الحساسة، وكل بضعة أمتار يقف مجموعة من الشباب بصحبة أفراد من الجيش لتفتيش السيارات والتأكد من هوية من فيها، كان تصرفاً يبعث مزيدا من الأمان في قلوب الناس على الرغم مما يسببه من تعطيل للمرور، في الطريق شاهدت سيارة كبيرة للأمن المركزي تقف في وسط شارع جسر السويس وهي محترقة تماما، مكتوب عليها كميات كبيرة من الشتائم والسباب والألفاظ الخارجة موجهة للحكومة و"مبارك" والشرطة، التقطت صورة لها ولكن للأسف فقدت كل صور تلك الفترة!



لمتابعة القراءة..

من هنا