أم عبد الرحمن تطعم أولادها عظام اللحمة والخبز الناشف

تعيش عائلة أم عبد الرحمن في قبو مظلم بمخيم الحسين تفيض منه مياه الصرف الصحي على أرضيته الاسمنتية المتشققة، فباتت الروائح الكريهة تنبعث من كل مكان، وتتسلق جدرانه المتصدعة زواحف باحجام مختلفة، تتغذى على أجساد أولادها، لتفتك الأمراض التنفسية والجلدية باجسادهم الغضة.
وسط ذلك، لم تجد الأم الثلاثينية وسيلة لتحد من حركة طفلها مصطفى الصغير، ذي العامين إلا ان تربطه بحبل طويل داخل هوة كبيرة، تتوسط جدار غرفتهم الوحيدة، حتى لا يعبث بمياه الصرف الصحي، او يبتلع حشرات صغيرة تدور حوله، بينما يجد أطفالها الثلاثة، الأكبر سنا فرصة لاستنشاق الهواء، خارج قبوهم او حينما يلملمون الخبز والخضار من حاويات القمامة برفقة امهم.
وتعجز الأم عن اطعام اطفالها، بعد ان فقد زوجها الاربعيني، وهو من جنسية غير أردنية، عمله بسبب مرضه المزمن، حسب قولها لـ "الغد"، الا انها تستجدي أصحاب محلات الدجاج او الجزارين ليزودوها بإطراف الدجاج (القدمين) أو عظام خالية من اللحم، ومخلفات الذبائح، لتعد لهم قليلا من المرقة وبعض كسيرات الخبز الناشف، كوجبة طرية يهضمها أولادها.
وتروي جدران غرفة عائلة ام عبدالرحمن، في شارع رقم 7 العلوي في المخيم، رقمه 28، بإيجاره الشهري البالغ 45 دينارا، قصة مأساوية لعائلة يتجسد فيها ثالوث مرعب: "الفقر والمرض والجهل"، غير ان أطفالها الاربعة الابرياء يدفعون ثمن زواج أردنية من انسان لا يحمل رقما وطنيا، ما يفقدهم حقهم في العلاج، حسب جارهم في المنطقة الشيخ عاصم سربل.
تحمّل عبد الرحمن 6 سنوات مبكرا مسؤولية اسرته، وهو ما يزال يتعلم حروف الابجدية، بصفه الأول الالزامي في مدرسة تابعة لوكالة الغوث في المخيم، اما عبدالله (5 اعوام) فيعاني من ضيق تنفس باستمرار، اما فاطمة (4 أعوام) فبالكاد تستطيع النطق لتعبر عن اسمها او حتى احتياجاتها، من لعب او فستان نظيف غير الذي ترتديه، وهو رداء تلتقطه لها امها من حاويات القمامة، او مما يجود به عليهم اهل الخير والجيران.
وتقول ام عبد الرحمن لـ "الغد" اننا "ننتظر بفارغ الصبر أي محسن يجود علينا بما اسدد به ايجار المنزل، وفواتير المياه والكهرباء، وما زاد منه يذهب لعلاج ابني عبدالله عند طبيب في المخيم، لا يتقاضى أحيانا منا ثمن الكشفية، تقديرا منه لوضعنا المالي المعدوم".
يخلو مطبخ هذه العائلة من أي مواد تموينية، او حتى مساحيق لتنظيف الأوساخ والعفن المتناثر في كل مكان، اما اواني المطبخ فمهترئة، باستثناء بعض كاسات بلاستيكية. فيما تغيب الثلاجة عن اثاث المطبخ، ولا غسالة او غاز صغير يعمل، حسب ام عبد الرحمن، التي تقول" نحن لا نعرف طريق صندوق المعونة الوطنية، لعله يدرس حالتنا ويخصص راتبا شهريا يساعدنا في حياتنا، وعلاج زوجي واطفالي". متسائلة "هل يشفع لي رقمي الوطني"؟!
تغمض ام عبد الرحمن عينيها متوجهة بقلبها نحو الله، قائلة: "ربي لا تحرمني من عطفك وعطف الناس علي، وانا العاجزة عن تحمل مسؤولية عائلتي، فلا اطمع سوى بالانتقال الى غرفة نظيفة، تدخل إليها الشمس، وفيها فرشات اسفنجية جديدة، بدون حشرات لينام عليها اولادي بامان".
ــــــــــــــــــــــــ
جريدة الغد /حنان الكسواني

أم عبد الرحمن تطعم أولادها عظام اللحمة والخبز الناشف MjB72639

أم عبد الرحمن تطعم أولادها عظام اللحمة والخبز الناشف Scaled.php?server=18&filename=zz333ai2

لاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم
اللهم وسع رزقهم
اللهم ارزقهم من حيث لايحتسبون ولا يعلمون
اللهم يسر لهم معيشتهم
اللهم اغفر لنا ولا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا
اللهم رحمتك بنا وبهم يا ارحم الراحمين

» عبد الرحمن بن محمد بن خلدون
» علّنا نلتقي في جنة الرحمن بقلم >أمل حمدي <
» أمير الأندلس القائد المجاهد الفذ عبد الرحمن الغافقي
» أخر قصيدة لعبد الرحمن الابنودي.. لسجناء الحريه وضحايا حكم العسكر